مؤسسة الإمارات للآداب

شهر رمضان المبارك: وقت التغيير الإيجابي

فاجئنا رمضان كل عام بوصوله في لمح البصر، ويجعلنا نتساءل كيف لعام أن يمر بهذه السرعة؟ إن الحياة أصبحت ذو طبيعة سريعة للغاية لذلك فإن جزءً كبيراً مما أقدره في شهر رمضان هو نعمة الوقت. 


إن اليوم لا يزال مكوناً من 24 ساعة، لكن ساعات العمل الأقل وتناول السحور في أوقات المساء المتأخرة، يجعل الـ 24ساعة تبدو أطول قليلاً مما هي عليه. وما نختار القيام به خلال هذا الوقت الإضافي هو ما يصنع الفرق. 




لحسن الحظ، فإن ما نفضله أنا وزوجي عادةً، هو تناول وجبة الإفطار إما مع والدة زوجي أو في منزل أحد أقربائي. مما يوفر الوقت الطويل الذي سنقضيه في تحديد وجبة الإفطار التالية، التخطيط، التسوق، وقضاء ساعات في المطبخ من أجل تحضيرها. 




إنه لمن النعم الفاضلة عندما تحاول أن تفكر في شيء ما عدا الجوع. وبفضل أن مسؤولية تحضير الإفطار ليست على عاتقنا، فإن لدينا رفاهية التركيز على جوهر شهر رمضان. يختلف هذا الجوهر باختلاف الناس ولكن بالنسبة لي، فإن الجوهر يتعلق بالتالي: التواصل مع الله، التعلم والتفكير، والعطاء. 




يعطينا شهر رمضان الفرصة لعيش الحياة التقليدية للعائلة الإماراتية في الماضي مثل التجمع مع عائلاتنا وأحبائنا، والتي أصبحت، بسبب جداول اليوم المزدحمة، محدودة في يوم الجمعة فقط. أثبتت الدراسات بأن الروابط الاجتماعية الوثيقة والروابط الأسرية لها تأثير كبير ومباشر على زيادة متوسط العمر المتوقع. لذلك، فإن التجمعات الرمضانية مع العائلة هي استثمار كبير ومثمر للوقت، وذلك على المدى الطويل. 




إن الكلمة الأولى التي ذكرت في القرآن هي كلمة “اقرأ” ورمضان بالنسبة لي يعني وقت القراءة والتعلم. 




يقول الكاتب المصري الراحل، عباس العقاد: ”والقراءة دون غيرها هي التي تعطيني أكثر من حياة واحدة في مدى عمر الإنسان الواحد.” هذا الاقتباس هو الأكثر تداولاً على حساب التويتر الخاص بي لعام 2019، 167 تغريدة حتى الآن – لأكون أكثر دقة. مما يسعدني للغاية; أن الكثير يتفقون مع هذا الاقتباس. إننا نتعلم من خلال القراءة، ونتغير ونصبح أفضل مما كنا عليه. 




نتعلم، بفضل كل كتاب، كيفية الاستثمار في والاستفادة مما تبقى من حياتنا. كما وأنه من خلال القراءة، نحن نهتم بأعظم هدية أنعمها الله علينا: عقولنا المدركة. 




إن فضيلة الزكاة هي واحدة من أركان الإسلام الخمسة، إذ يتوجب على المسلمين دفع %2.5 كضريبة على مدخراتنا في سبيل مساعدة المحتاجين. يُفضل الكثير من المسلمين دفع زكاتهم خلال رمضان، تكريماً لروح الشهر الكريم. لذلك، أود أن أدعو من يقرأ هذه المقالة، سواء أكانوا من الإمارات أو من أي مكان آخر، سواء أكانوا مسلمين أم لا، إلى مد يد العون خلال هذا الشهر الكريم. ليس فقط لمساعدة المحتاجين بل ولمساعدة كوكبنا، والذي يحتاج لجهودنا إلى حد كبير. 




إن لم نكن الحل، فنحن المشكلة. نحن بحاجة إلى تغيير أساليب حياتنا بغرض حماية الكوكب الوحيد الذي يأوينا، الأرض.




ويقول المؤرخ البيئي، السير ديفيد أتينبارا، أن معدل الحياة البرية على كوكبنا قد انخفض بنسبة %60 على مدى العقدين الماضيين. مما يعني أن هناك خلل في التوازن، وما يساعد على تفاقمه هو التأثير الكبير لانبعاثات غاز الكربون وانعدام الحياة البرية بشكل أو بآخر، على اليابسة وفي محيطاتنا. لم تعد الطبيعة قادرة على استيعاب نتائج استهلاكنا. 




لذا سأحاول، خلال هذا الشهر، أن أقلل من تأثيري على الكوكب، وتأثير أولئك ممن حولي كذلك، سواء أكانت عائلتي، المجتمع الذي أعيش فيه أو أنتم، قراء هذا المقال. أتعهد باتباع خطة السير ديفيد المكونة من أربع خطوات في سبيل إحداث فرق ملموس خلال ما تبقى لنا من الوقت. 




وتتمثل الخطة في: أولاً، التقليل من استخدام الوقود واستخدام الطاقة المتجددة بدلاً منه. 


ثانياً، التقليل من استهلاك اللحوم واتخاذ حميات غذائية ذو طبع أكثر استدامة.


ثالثاً، المساهمة في حماية المحيطات، بهدف توفير مكان صالح للعيش للثروة السمكية، وبالتالي توفير ما يكفي من الغذاء لنا جميعاً. 


رابعاً وأخيراً، الحفاظ على الحياة البرية أينما كنا. 




نفخر في مهرجان طيران الإمارات للآداب، بأننا بدأنا بتنفيذ هذه الخطة منذ العام الماضي، وذلك بمساعدة بطلة فريق الاستدامة لدينا، جيني، والتي أود أن أتقدم لها بجزيل الشكر شخصياً. لقد تمكنا من جعل المهرجان خالي من البلاستيك بنسبة 100٪، حيث قمنا بتركيب نافورة مياه مفلترة، تُمكن الزوار من إعادة تعبئة الزجاجات القابلة لإعادة الاستخدام مجاناً، وعلى مدار أيام المهرجان التسعة. 




مما يعني أننا تمكنا من توفير 11,000 زجاجة بلاستيكية، أي ما يقرب 170,000 كجم من غاز ثاني أكسيد الكربون. إن تمكنا من إحداث هذا الفرق، خلال تسعة أيام فقط وفي حدث واحد، تخيلوا حجم الفرق الذي من الممكن حدوثه في حال قام كل منا بتغيير شيء صغير في روتيننا اليومي. 


إن هدفي، خلال هذا الشهر الكريم، هو القيام بواجبي تجاه حماية كوكبنا وذلك قبل فوات الأوان. ماذا عنكم، هل ستنضمون إليّ؟ 


أحلام بلوكي، مديرة مهرجان طيران الإمارات للآداب لموقع “ذا ناشيونال”. 

 لقراءة المقال الأصلي، زوروا هذا الرابط

الكاتبة: أحلام بلوكي


اكتشفت أحلام حبها للكتب عندما كانت في الثامنة عشر من عمرها، حيث كانت نشأتها مع والدتها التي كانت تأخذهم إلى معرض الشارقة للكتاب كل عام ودائمًا ما تشجع على القراءة سبباً لتحولها لمحبة للكتب إلا أن الكتاب الذي حول أحلام إلى قارئة نهمة 

كان كتاب "Shame" للكاتب Jasvinder Sanghera الذي شجع أحلام على التعمق في القراءة عن الصراعات التي تواجهها النساء في مختلف أنحاء العالم. 

فيما بعد، اكتشفت أحلام الشعر. الأمر الذي قادها لحضور ورش العمل في مركز Gotham Writer في مدينة نيويورك، حيث درست الشعر لعدة أشهر، بالإضافة إلى دراسة الأعمال الروائية، النصوص، الأدب وحتى أدب المذكرات! 

تجد أحلام صعوبة في اختيار نوعها المفضل من الأدب إذ أنها لا تزال في خضم اكتشاف نفسها الأدبية. إنها تلاحق كل أنواع 

الكنوز الأدبية التي فاتتها عندما كانت طفلة مثل "الأمير الصغير" و "شجرة العطاء". طورت أحلام مؤخراً حباً جديداً لأدب الجريمة ومازالت تستمر في استكشاف باقي الأنواع!