مؤسسة الإمارات للآداب

جهود صغيرة في مواجهة تحديات عالمية

تؤمن ليدي بيرد جونسون بأن الكوكب هو الشيء الوحيد الذي نتشارك فيه بالكامل كأفراد ومجتمعات إذ تقول: "البيئة هي أينما نجتمع كلنا، بنفس المصالح المشتركة، هي الشيء الوحيد الذي نتشاركه جميعاً". 

ووجب علينا أن نحافظ على البيئة ونشاركها بعدل بقدر ما نستفيد منها. وليس فقط للوقت الحالي، بل مشاركتها أيضاً مع الأجيال المقبلة التي تستحق أن تُولد وتنشأ في بيئة في كامل قوتها وفي أبهى حلتها. 

لكن ما هو دورنا كأفراد في مواجهة تحدي على مستوى عالمي مُماثل؟ 

لمواجهة المشكلة، يجب علينا استيعاب وفهم تفاصيل المشكلة. ويكمن التحدي البيئي سواء كان التلوث على كافة أشكاله أو الإحتباس الحراري وانقراض الأنواع الحية.... إلخ، في أن البيئة والإنسان يربطهما علاقة قوية ببعضهما البعض. حيث أن للبيئة أثر بالغ الأهمية في إستمرارية حياة الإنسان وفي المقابل فإن استمرارية البيئة وداومها مُعتمدة على
الممارسات البشرية وعلى مدى عدة قرون تراكم الأثر البشري السلبي على البيئة لينتج المشاكل التي نراها في أشد تعقيدها اليوم، لذا فإن الحل الأمثل يقع على عاتق كل منا
كأفراد وتعود بشكل أخص إلى ممارساتنا اليومية وروتين حياتنا اليومي. 

وكما ذكرنا، معرفة المشكلة هو أول خطوة لحلها، الخطوة التالية والأهم هو إحساس الفرد بالمسؤولية. 
يقول روبرت سوان بأن: "أسوأ تهديد لكوكبنا هو الاعتقاد بأن شخصاً ما سينقذه"، إذ أن إنقاذ الكوكب هي مسؤولية كل فرد منا ولن يتحقق إلا بجهودنا البسيطة التي من شأنها أن تحدث فرقاً ملحوظاً وملموساً عند ضمها مما سيؤول في النهاية إلى مستقبل أكثر استدامة وأكثر أملاً لنا وللأجيال المُقبلة. 

فيما يلي، اصطفينا لكم بعض التغييرات البسيطة التي من السهل تبنيها في حياتكم اليومية والتي -كما ذكرنا- تُشكل جهوداً في مواجهة التحدي العالمي الأكبر في عصرنا. 

الحفاظ على المياه:
إن المياه هي أساس حياتنا، لذا فإن أي تهديد لمصادر 
المياه هو تهديد لنا في الأساس، فإن ترشيد استهلاكم للمياه هو الخطوة الأولي لضمان مستقبلنا.
يبدأ الأمر بفتح صنبور المياه عند الحاجة إلى استخدام المياه فقط والتأكد من إغلاقه جيداً بعد الانتهاء حتى لا تُستنزف المياه.

التنويع في الحميات الغذائية:
إن استهلاكنا من الموارد الغذائية هو أحد أهم المؤثرات على البيئة سواء بالسلب أو بالإيجاب، ليكون لنا تأثيراً إيجابياً على البيئة فنحن بحاجة إلى التقليل من استهلاك اللحوم، واعتماد حمية غذائية مُرتكزة بشكل أكبر على الخضروات والفاكهة والذي من شأنه أن يساهم في زيادة المساحات الخضراء وبالتالي زيادة نسبة امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون والمساعدة على إنتاج غاز الاكسجين.

ترشيد استهلاك الكهرباء:
التقليل من استخدام الكهرباء له دور كبير في توفير الطاقة والتي يستنزف إنتاجها من صحة البيئة، إن استبدال المصابيح العادية بمصابيح موفرة للطاقة مع التقليل من استخدام الكهرباء من شأنه أن يحدث فرقاً في معدل الاستهلاك الإجمالي للطاقة.

إعادة التدوير:
تبدأ عملية إعادة التدوير منذ مرحلة التسوق، إذ أن شراء مواد قابلة لإعادة التدوير وإعادة الاستخدام
مثل عبوات القابلة لإعادة التعبئة واستخدام الأكياس القماشية بدلاً من الأكياس البلاستيكية .... إلخ، سيقلل من عمليات التحلل التي تشكل عبئاً كبير على البيئة، بالإضافة إلى شراء المنتجات التي تم صناعتها من مواد معاد تدويرها.

التخلص من النفايات:
ستُشكل الطريقة التي نعتمدها في التخلص من نفايتنا
فرقاً كبيراً. التأكد من تقليل هدر الطعام، التأكد من تقسيم النفايات إعتماداً على المواد الخام، على سبيل المثال (ورق، بلاستيك، كرتون، عبوات الألمونيوم والقصدير... إلخ).

نصل الآن إلى أهم خطوة وهي: 

ليكن لكم صوتاً مسموعاً:
 إن المناداة بالاستدامة والاستمرار بالتوعية بشأن البيئة
هو ما سُيشكل الفرق الأكبر، شاركوا مع اصدقائكم
وجيرانكم طرق الحفاظ على الكوكب، لا تستهينوا من قوة صوتكم وكلمتكم!


إن كل شخصٍ له تأثير ما على الكوكب، ليكن تأثير كل منا إيجابياً لأن كل جهودنا هي جهود من شأنها الحفاظ على مستقبلنا ومستقبل الأجيال المُقبلة.