مؤسسة الإمارات للآداب

خلف كواليس مشروع "كاتب مكتوب"

رحلتي من قارئة شغوفة إلى محررة محتوى!

في بداية الأمر، وقبل معرفتي بمبادرة مشروع مؤسسة الإمارات للآداب والذي هو الآن تحت عنوان "كاتب مكتوب"، لم يكن لي أدنى علم بمدى افتقار عالم الانترنت الكبير عموماً وموسوعة ويكيبيديا خصوصا للمعلومات القيمة عن المؤلفين العرب. 


فهناك كتّاب عرب لهم العديد من الإصدارات وقد قضوا حياتهم في الكتابة إلا أن هناك القليل ممن يعرفهم بسبب قلة المعلومات المتوفرة عنهم. ورغم أن الأدب العربي حافل بكتّاب عرب مبدعين إلا أن عدد المقالات المخصصة للكتاب العرب لا تزيد عن 1500 مقالة على موسوعة ويكيبيديا. 


ولا يُعقل أنه لا يوجد سوى 1500 كاتب عربي مبدع يُستحق أن تٌكتب عنه مقالة على ويكيبيديا ويتعرف عليه الناس أكثر! لابد أن الكتّاب العرب بحاجة ماسة إلى إثراء المحتوى المتعلق بهم على شبكة الإنترنت وقد رأت مؤسسة الإمارات للآداب أن أفضل مكان لإثراء المحتوى العربي عن الكتّاب العرب هو موسوعة ويكيبيديا.  





أصبح من الصعب اليوم تجاهل حقيقة أن ويكيبيديا أصبحت أكبر موسوعة عرفها تاريخ البشرية فتقريباً هناك أكثر من مئة مليون زائر لويكيبيديا العربية شهرياً فقط. فمن منا لا يعرف ويكيبيديا الآن؟ 


تجربتي مع ويكيبيديا كانت فريدة من نوعها، إذ أن ويكيبيديا بالنسبة لي هو عالم مختلف ومميز. خاصةً أنني كنت أظن قبل دخولي لهذا العالم، أنه يمكن لأي شخص إنشاء وتحرير أي مقالة على ويكيبيديا كما اعتقدت أنه أمراً سهلاً لأي شخص المساهمة في تعديل البيانات على ويكيبيديا، ولكن الأمر لم يكن بهذه السهولة إطلاقاً!! 


اكتشفت أن وراء ويكيبيديا هناك مجتمع كبير من المحررين والمساهمين الذين يعملون بكل جد لإثراء المحتوى العربي وتقديم كل ما هو أفضل للعالم وحماية الموسوعة من أي عمليات تخريب وهذا كله من دون مقابل. هذا بالإضافة للإرشادات والسياسات التي يتعين على كل مساهم اتباعها للمساهمة في ويكيبيديا. وباختصار فإن ويكبيديا عالم فريد له قوانينه ومجتمعه الخاص. ولقد كتبت حتى الآن ما يزيد 

عن 65 مقالة باللغتين العربية والإنجليزية وهذا يعني أنني قرأت أكثر من 65 قصة وحياة كاتب.  

وأظن أن أكثر ما يسعدني ويُحببني في هذا العمل هو معرفتي بالتجارب المختلفة والقصص الشخصية للكتّاب. 


فكل مرة أكتب فيها عن سيرة كاتب معين أستمع وأتعرف إلى قصة جديدة، فكرة جديدة، معتقدات جديدة، وآراء جديدة. كل قصة مختلفة عن غيرها. فأحياناً أتعرف على كاتب معين 

نجح من أول إصدار له وحصل على جوائز عديدة، ومنهم من يكافح ويصدر أكثر من 5 إصدارات حتى يحصل على جائزة، ومنهم من لا تهمه الجوائز ولا عدد المطبوعات، ومنهم من يكتب ليُوصل رسالة معينة للعالم، ومنهم من يكتب ليشارك قصصه مع العالم. 


كل كاتب له قصته الفريدة والمختلفة. 


فأنا كل مرة أكتب فيها عن كاتب أتعرّف أولاً على نشأته وبلده، ثم أقرأ عن سيرته الأدبية وبداياته في الكتابة وابحث عن كل مؤلفاته لأذكرها في أعماله، وبعدها أبحث عن جوائزه. 

فكتابتي عنهم تمنحني الفرصة لأتعرف على أشياء جديدة وأستمع إلى أراء متنوعة ومختلفة. 


واحياناً ما أشارك بعض الكتّاب آرائهم وكتابتاهم والبعض الآخر أختلف معهم، ولكن في كلا الحالتين أتعلم شيئاً جديداً، وأصبح أنا مختلفة عن السابق. لم أتخيل مسبقاً في حياتي 

أنني سأساهم يوماً في إثراء محتوى ويكيبيديا وأكتب مقالات عن الكتّاب العرب لا سيما أولئك الذين نشرت عنهم، فأنا كل مرة أنشر فيها مقالة يزداد فخري وإيماني بأهمية هذا المشروع.  

أول مقالة نشرتُها على ويكيبيديا كانت قبل ثلاثة أشهر والتي كانت عن الشاعرة الإماراتية، عفراء عتيق. وفي بادء الأمر، واجهت صعوبة بالغة في كتابة المقالة. فأنا لم أكن أعلم من أين أبدء وكيف أكتب، وهذا بالإضافة إلى عدم فهمي لكيفية التحرير في ويكيبيديا وما هي الطريقة الصحيحة لكتابة سير شخصية. 


ورغم وجود بعض المقالات في ويكيبيديا التي توضح كيفية تحرير وإنشاء مقالة عامة إلا أنني أيضا لم أكن أعلم ما هي الطريقة المباشرة والصحيحة لكتابة مقالة مخصصة عن السير الشخصية للكتّاب. ولهذا بدأت أقرأ تقريباً كل المقالات المخصصة عن الكتّاب الموجودة على ويكيبيديا لأتعلم واستنتج ما هي المعلومات القيمة التي يجب ذكرها وكيف أكتب بطريقة موسوعية وبكل حيادية.

الدورة التدريبية المخصصة للمتطوعين




وأرى أن حرص مشروع "كاتب مكتوب" على تقديم دورات تدريبية عن ويكيبيديا للمساهمين معنا أمر بالغ الأهمية. 


فهذا يختصر على الكثير لمعرفة ما هي ويكيبيديا وكيفية إنشاء مقالات وتعلّم الطريقة المباشرة والصحيحة مما يساعد كل مساهم معنا في بداية إنشاء وتحرير مقالات مثالية بطريقة صحيح ونشر هذه المعرفة لكافة الناس.  

ماذا عنكم؟ هل ترغبون بالمشاركة في إثراء المحتوى المخصص للكتّاب العرب على الإنترنت والارتقاء بمستوى النشر في العالم العربي للمعايير العالمية؟ 

قوموا بزيارة موقع كاتب مكتوب الإلكتروني لمزيد من المعلومات!  

سيرين بن براهيم


بدأ حب سيرين للقراءة عندما كان عمرها 14 عاما. ولم تكن يوماً تعلم أن القراءة ستصبح جزءً لا يتجزأ من حياتها اليومية. ولطالما ظنت أن القراءة 

ليست من هواياتها ولكن الآن سيرين قرأت ما يزيد عن مائتيّ كتاب في مختلف الأنواع الأدبية. 


تعمل سيرين حالياً كاتبةً لمحتوى مشروع كاتب مكتوب لمؤسسة الإمارات للآداب. ولم تتوقع يوما أنها ستتاح لها فرصة لكتابة مقالات عن الكتّاب العرب ونشرها على موسوعة ويكيبيديا مما سَمح لها بالتعرف على شخصيات أدبية مبدعة من كل بقاع العالم العربي والتعرف عليهم عن قرب عبر كتابة سير شخصية عنهم، حيث نشرت سيرين حتى الآن على موسوعة ويكيبيديا أكثر من 100 مقالة عن الكتّاب العرب.