مؤسسة الإمارات للآداب

مشروع من الداخل إلى الخارج

عندما تكون الكتابة سبيلاً للحرية

لَكم تجاهلنا أصواتنا الداخلية وهي تصرخ بما تختلجها من مشاعر تدعونا للإنصات والتعامل معها، ظنًا منا أن كتمانها سيزيدنا قوة وصلابة، متناسين أن هذا التجاهل سيؤدي بنا إلى الاحتراق الداخلي وربما إلى كآبة قد تتفاقم إلى مرض نفسي إن لم نتداركها في الوقت المناسب. 


اليوم أكتب لأشارككم الحديث حول أحد المشاريع الأكثر قربًا لقلبي والذي تأثرت به شخصيًا وسعدت بالعمل عليه، وهو مشروع "الكاتب المقيم" والذي يتم بالتعاون مع المؤسسات العقابية والإصلاحية – شرطة دبي. 


فخلال سنوات عملي حظيت بالعديد من الفرص للإشراف على مشاريع وبرامج ثقافية وأدبية منحتني أن أكون جزءًا من تغيير حياة الآخرين ولو بالقليل، ولكن يبقى هذا المشروع 

له نكتهه الخاصة والمختلفة عن بقية المشاريع، كونه يحمل في طياته هدفًا إنسانيًا بحتًا وهو إيماننا بأن كل إنسان يستحق فرصة ثانية خاصة أولئك المقرّين بذنوبهم في حق 

أنفسهم وحق الغير، عبر منحهم الفرصة للتعبير وإسماع صوتهم للخارج، والتي نعي تمامًا أنه ليس من السهل على من هم في وضعهم فتح قلوبهم والتصالح مع الماضي 

والمضي قدمًا نحو غدٍ أفضل. 

انطلق هذا المشروع في نوفمبر 2019 بمشاركة الكاتبتين كلير ماكنتوش وأنابيل كنتاريا واللتان وضعتا خبرتهما في مجال الكتابة الإبداعية لتعليم النزلاء والنزيلات مهارات وأساليب كتابة المقالات مع التركيز على موضوع "الغد" الذي أردنا من خلاله تغيير النظرة التشاؤمية التي أخذت حيزًا كبيرًا 

من تفكيرهم وتحويلها إلى إيجابية وتفاؤلية. 


ولا نخفي عليكم بأن الأمر لم يكن سهلاً على الجميع، كوننا لا نتعامل فقط مع تطوير المهارات الكتابية لكل نزيل، بل نقدم الدعم النفسي 

والتشجيع المستمر لنساعدهم على تخطي المشاعر السلبية المرتبطة بالماضي. 

وقد كان لنا ولهم ما أردنا، عبر سلسلة الورش الكتابية المكثفة على مدار أسبوع كامل ضمن مشروع "الكاتب المقيم"، فأسفرت عن نشر كتاب "غدًا، سأطير" باللغة الإنجليزية وإطلاقه في فبراير في 2020 في احتفالية خاصة بمشاركة نزلاء المؤسسات العقابية والإصلاحية، وفي الدورة الثانية عشرة من مهرجان طيران الإمارات للآداب.  

مازالت مشاريعنا مستمرة بالتعاون مع المؤسسات العقابية والإصلاحية في دبي بهدف مساعدة النزلاء والنزيلات على إثراء تجاربهم وإبراز مشاعرهم من خلال الأدب عبر إطلاق النسخة الثانية من مشروع " الكاتب المقيم" الذي سيركز على موضوع "لنغيّر الحكاية" مع الكاتبة السويدية جيسيكا جارفلي والكاتبة الأمريكية أليسون ويليامز


نأمل أن تُسهم مشاريعنا الثقافية وخاصة الكتابية الموجهّة للنزلاء في تعزيز ثقتهم بأنفسهم و رفع تقديرهم لذواتهم، وأن نكون وفقنا في خطط الموسسة المتعلقة بالمسؤولية المجتمعية.  

لمعرفة المزيد عن المشروع الملهم، يمكنكم الاستماع إلى هذه الحلقة من مدونة "مقطفات مهرجان طيران الإمارات للآداب"  

لطالما كانت سها شغوفة بالقراءة منذ أن كانت طالبة بالمرحلة الابتدائية، وبدأت رحلة القراءة بعد تلك الحصة الدراسية التي قررت فيها 

معلمة الفصل قراءة قصة "الباب المسحور" ثم كان الكتاب الثاني "الأميرة والضفدع المسحور" والذي استعارته من مكتبة المدرسة. 


تقرأ سها مختلف الأصناف الأدبية، لكنها تميل أكثر إلى أدب الجريمة والروايات التاريخية والسياسية بالإضافة لأدب الطفل. 


تعمل سها حاليًا كمديرة البرنامج العربي في مؤسسة الإمارات للآداب وتشرف على البرنامج العربي للمؤسسة ولمهرجان طيران الإمارات للآداب والتواصل مع الكتّاب ودور النشر العربية، بجانب مهامها في مجال العلاقات العامة مع الجهات الحكومية، ونادي القراءة العربي التابع للمؤسسة.