5 كتب تنقل لنا المعاناة البشرية
يقول بول سارتر: "أن الأدب ليس غايته إنتاج الجمال فقط."، إذ يعد الأدب أداة لنقل الواقع حتى وإن كان مريراً وصعب التصور في محاولة لتفادي نفس الأخطاء البشرية
في المستقبل، أو في محاولة -قد تكون بائسة- في جسر الهوة ما بين الناس بمختلف تجاربهم. ومن هذه المحاولات انبثق أدب الحروب كفرعاً من الأدب، إذ تمكنت الحروب -على الرغم من قساوة وقائعها وشناعة مجرياتها- من أن تكون مصدراً لإلهام العديد من الشعراء والأدباء على مر العصور، الذين استسقوا من ألم الإنسان، خالص التجارب التي تستحق بل وتحتاج إلى تسليط الضوء عليها.
لذا في الذكرى العالمية في عقد الهدنة لوقف الحرب العالمية الأولى، إليكم خمس روايات مستوحاة من خالص المعاناة الإنسانية.
ثلاثية نجيب محفوظ الروائية الشهيرة: بين القصرين.
بعيداً عن بلاد الغرب وفي الأحياء الشعبية لمنطقة الحسين بالقاهرة، ينقل لنا الروائي الحائز على جائزة نوبل، نجيب محفوظ قصة أسرة من الطبقة الوسطى في حقبة اندلاع الحرب العالمية الأولى وتأثيرها في اشتعال ثورة 1919 حيث نلتقي بأب متزمت قوي (سي السيد)، وعائلته المكونة من زوجته أمينة، ياسين، فهمي، كمال، خديجة وعائشة.
من خلال هذه العائلة، يحاورنا نجيب محفوظ عن أحوال مصر وشعبها، عن الرغبة المتأججة في التحرر والاستقلال من الاحتلال الأجنبي وتأثير حالة الذعر العالمي على حي شعبي بسيط في القاهرة. يشير الكاتب بذلك إلى أن الحرب كانت قد أمدت عواقبها إلى الجميع بلا استثناء.
ماذا تعرفون عن أدب الحروب؟ شاركونا كتبكم المفضلة من هذا النوع الأدبي في التعليقات أدناه.
تابعوا كل ما هو جديد على الساحة الأدبية من أخبار، مقترحات الكتب، المؤلفين وحتى المناقشات الأدبية الزاخرة بالمعرفة من خلال مدونة "نادي كتب بلا حدود" الصوتية
هشام الخشن يحكي لنا ما "حدث في برلين" ذات مرة:
بطلتنا في هذه الرواية هي آلة كمان أثرية كانت في بدايتها مملوكة لعائلة يهودية في الفترة ما بين الحرب العالمية الأولى والثانية، ثم نتتبع أثرها وهي تسافر حول العالم ناقلةً لنا مآسي ليس فقط الحرب بل مصير الشعوب التي ترتبط افكارها بمعتقدات قادتها وزعمائها. كما يشير هشام الخشن إلى ضرورة تخليد ذكرى الضحايا الذين دفعوا حياتهم ثمناً بلا ذنب بدلاً من تخليد القادة وطغيانهم.
يخبرنا الكاتب إريش ماريا رمارك أن "كل شيء هادئ على الجبهة الغربية":
وجد الكاتب إريش ماريا رمارك في الورق ملجأً ليحكي تفاصيل تجربته كجندي في الحرب العالمية الأولى. حيث يقدم لنا بطل الرواية، الذي يروي لنا ذكرياته، نظرة إلى داخل النفس البشرية بعد تجربة كتلك; واصفاً الضغوط العقلية والنفسية التي يتعرض لها الجنود، وتغربهم عن الحياة الطبيعية والمدنية حتى بعد العودة من الجبهة. ويشرح العديد من المشاعر التي تنتابه مثل ألم الحزن، الغربة، الوحشة والفقد فيقول: "هذا سيكون أشبه بمنظر الحزن والتمعن الذي ينتابنا عند رؤيتنا صورة لرفيق توفي. ها هي تقاطيعه وها هو وجهه. والأيام التي أمضيناها سوية. تكتسب لون الخداع والغش في ذاكرتنا".
واسيني الأعرج ورواية التاريخ في "رماد الشرق": "الذئب الذي نبت في البراري"
يسلط واسيني الأعرج في هذه الرواية، تحولات العالم العربي في أعقاب الحرب العالمية الأولى، إذ يروي لنا التاريخ من اتفاقية سايكس بيكو وحتى نكبة فلسطين وما تالها بشكل مبسط وعبر شخصيات الرواية. فيحول مشاهد الحرب، الانكسارات والوقائع إلى مشهد روائي وإبداعي في محاولة لفهم أسباب عبث الإنسان بالتاريخ وأسرار الحياة للشخصيات البسيطة التي تهددها الحرب على الرغم من قلة معرفتهم بها حتى.
توفيق يوسف ورحلة البحث عن "الرغيف":
نسافر إلى لبنان ونتعرف على معاناتها في الفترة من عام 1914 إلى عام 1918. فيؤرخ الكاتب لنا المجاعة التي عصفت بلبنان أهلها، مشيرةً إلى طغيان وظلم أولئك من كانوا في وضع السلطة، ووصولاً إلى الثورة الكبرى ضد الحكم العثماني. جاءت الرواية بالوصف الدقيق واللغة البسيطة وبرع توفيق يوسف في نقل المشهد كاملاً حتى أتخذ الغرب كتابه كمرجعاً لتاريخ حقبة تُعد مفرقية على الصعيد الأدبي والوطني في البلدان العربية كلها. ونتوصل إلى السؤال: هل نختار الخبز على الحرب أم نختار الحرية على الخبز؟