خمسون عاماً من الموهبة الإماراتية الخالصة
تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة، هذا العام، بالذكرى الخمسين لاتحاد الدولة في 2 ديسمبر 1971 وتتشارك مؤسسة الإمارات للآداب في أجواء الاحتفال والوطنية من خلال استرجاع تاريخ الأدب في المنطقة والاطلاع على الإنتاج الأدبي خلال العقود الخمس الماضية.
شهد القطاع الثقافي الأدبي في دولة الإمارات العربية المتحدة تطوراً هائلاً كنظيره من القطاع الاقتصادي والمعماري، إذ بدأ المؤلفون والشعراء الإماراتيون بالظهور على مسرح الأدب العالمي بفضل المهرجانات العالمية مثل مهرجان طيران الإمارات للآداب، المقرر إقامة دورته لهذا العام في الفترة بين 3 و12 فبراير 2022، المبادرات الوطنية مثل شهر القراءة وغيرهم من الفعاليات التي ساهمت في تعزيز ثقافة القراءة وحب الكتب.
واحتفاءً باليوم الوطني، قمنا بجمع قائمة تضم خمسة مؤلفين إماراتيين لا يعود لهم كامل الفضل فقط للإسهام في التاريخ الأدبي، بل في تشكيل خارطة طريق الأدب لدولة الإمارات العربية المتحدة، إذ يأتي على ذكر أعمالهم الأدبية جنباً إلى أهم الكلاسيكيات والأعمال المعاصرة.
السبعينيات (1970)
يعود تاريخ الثقافة الأدبية في دولة الإمارات العربية المتحدة إلى ما قبل اتحاد الإمارات السبع لتشكيل دولة واحدة.
عوشة السويدي
إن اسم "عوشة" هو علامة في المسيرة الشعرية لمساهمتها الغزيرة في المجال الشعري. لُقبت بـ "فتاة العرب" و"عوشة الشاعر"، وتُعد من رواد الشعر النبطي، أكثر صور الأدب الشعبي ثراءً في منطقة الخليج العربي وأكثرها عكساً للثقافة وتاريخ المنطقة نظراً لتناقله من البدو إلى باقي الأجيال ووصولاً للتغني به.
تجلّت تجربة عوشة الشعرية الخالصة في حبها للبيئة الطبيعية الصحراوية لدولة الإمارات العربية المتحدة ومياه الخليج واستحوذت موهبتها على اهتمام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حيث تبادل سموه القصائد مع الشاعرة عوشة بل وأهدى سموه لها ديواناً.
لا تزال موهبة عوشة الشعرية مصدر إلهام للعديد من الشاعرات الواعدات في الإمارات العربية المتحدة، ولا سيما بعدما صدر كتاب "عوشة بنت خليفة السويدي - الأعمال الكاملة والسيرة الذاتية للشاعرة" للباحثة والدكتورة رفيعة غباش.
من المعالم الأدبية الآخرى:
تريم عمران تريم:
الشريك المؤسِس لدار الخليج للصحافة والطباعة والنشر، مقرها الشارقة، والتي صدر عنها صحيفة الخليج اليومية في 1970
وتلى صدورها الصحيفة اليومية الصادرة باللغة الإنجليزية، جلف توداي، في عام 1996.
شيخة الناخي
من المثقفات الأوليات في الدولة في مجال أدب القصة القصيرة. تعود بداية انطلاقها إلى نشر قصتها الأولى بعنوان "الرحيل" في مجلة دبي في عام 1970، إذ أصبحت بعدها رائدة في مجال القصة القصيرة واستمرت في تأليف ونشر مجموعات من القصص القصيرة حتى نالت على إعجاب القرّاء لتُترجم أعمالها إلى لغات آخرى وتُضمن في كتاب مختارات أدبية بعنوان "في صحراء خصبة" (In a Fertile Desert).
مانع العتيبة
للمؤلف والشاعر مانع العتيبة مكتبة أدبية ضخمة تضم 135 كتاباً شعرياً والعديد من الأعمال غير الروائية الأخرى والتي استحوذ معظمها على اهتمام وحب القرّاء حتى قبيل أن يذيع صيت دولة الإمارات العربية المتحدة وحتى الآن تُدرس أعماله في المدارس فيما انطلق برنامج تليفزيوني بعنوان "كريمة" يستند على أعمال الشاعر.
الثمانينيات (1980)
شهد القطاع الأدبي في الدولة نمواً متسارعاً بدايةً من نمو المجتمع الأدبي، مروراً زيادة الإنتاج الشعري والمسرحي
ووصولاً إلى تأسس بعض من المؤسسات الأدبية الرائدة.
خالد البدور
من العلامات البارزة في طليعة حركة الشعر الحديث في دولة الإمارات العربية المتحدة. شارك خالد البدور في تأسيس اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات بالإضافة إلى شغله لمنصب عضو مجلس إدارة مجلس دبي الثقافي.
صدر له منذ بداياته وحتى الآن ست مجموعات شعرية وكان أبرزها مجموعته الأولى بعنوان "الليل" والتي فاز عنها بجائزة يوسف الخال للشعر. يهتم البدور وينشغل في توثيق وحفظ مختلف أنواع الشعر القديم، بما في ذلك الشعر النبطي، الحكايات الفلكلورية والأغاني الشعبية، إذ نشر مختارات لشعراء من الإمارات العربية المتحدة في كتاب بعنوان "صور من الأمس".
حبيب الصايغ
شاعر وكاتب وفيلسوف بدأ رحلته الإبداعية منذ الصغر ووصولاً إلى شغله لمنصب رئيس تحرير جريدة الخليج، الجريدة التي استضافت عموداً للصايغ بانتظام بالإضافة إلى منصب رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات. كما كان الصايغ أول إماراتي يتقلد منصب الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب.
مريم جمعة فرج:
كاتبة في مجال أدب القصة القصيرة وقدمت إسهامات عديدة في الأدب الإماراتي الروائي وغير الروائي. صدر لها، عام 1988، مجلد بعنوان "فيروز" يضم مجموعة من القصص القصيرة وفي عام 1994، صدر لها مجلد بعنوان "ماء".
شهاب غانم:
شغل منصب عضو مجلس الأمناء بمجلة "المنتدى"، أول مجلة أدبية إماراتية، في الفترة بين عام 1983 وحتى 1987. صدر له
62 كتاباً أبرزهم ديوان "ظلال الحب" (1995)، وديوان "مائة قصيدة وقصيدة" (2011).
فاز شهاب غانم بجائزة طاغور للسلام في عام 2012 ويُعد أول شخصية عربية حائزة على الجائزة.
التسعينيات (1990)
اكتسحت القصص القصيرة والروايات ساحة الأدب في التسعينيات حيث بدأ الكتّاب الإماراتيون باستعراض مهاراتهم في هذا النوع الأدبي،
ولا سيما الكاتبات اللواتي واكبوا طليعة المجتمع الأدبي بمواهبهم.
محمد المر:
لا نأتي على ذكر الأدب الإماراتي دون ذكر الكاتب محمد المر وهو من مؤيدي حركة الكتابة الإبداعية في الإمارات حيث يشجع المزيد من الإماراتيين على امتهان الكتابة في إطار تطوير الثقافة المحلية.
عمل المر على تطوير شغفه بالقراءة والكتابة في سن مبكرة ونشر العديد من المجموعات القصصية التي نُقلت فيما بعد إلى اللغة الإنجليزية مثل "حكايات دبي" (1991)، و"غمزة الموناليزا" و"أقاصيص من دبي" (1998).
تٌعد أعماله ملمح من ملامح المجتمع الإماراتي وعن ماهية الحياة في دبي، ولا سيما للسكان المحليين الذين شهدوا تطور المدينة خلال السنوات الماضية. والجدير بالذكر أن محمد المر من الكتّاب المشاركين في دورة مهرجان طيران الإمارات للآداب لعام 2022.
نجوم الغانم
أديبة وشاعرة ومخرجة سينمائية وعضو مؤسس في اتحاد أدباء وكتّاب الإمارات. حصلت الغانم على ميدالية فخر الإمارات خلال جائزة محمد بن راشد للأداء الحكومي المتميز في عام 2018.
إبراهيم الهاشمي
شاعر ومترجم رائد في مجال الكتابة عن تراث دولة الإمارات للعديد من دوريات النشر العربية مثل جريدة البيان وجريدة الاتحاد. لإبراهيم الهاشمي العديد من الاهتمامات الفنية مثل التصوير والتصميم.
سارة الجروان الكعبي:
أولى الكاتبات الإماراتيات التي نُشر لها رواية، تحمل روايتها الأولى عنوان "شجن بنت القدر الحزين" وصدرت في
عام 1992. تلا ذلك عملها في القوات المسلحة الإماراتية، ولا سيما خلال
حرب الخليج عام 1991، وهي التجربة التي استند عليها كتاب "يوميات مجنّدة إبان حرب الخليج".
الألفينيات (2000)
شهد القطاع الثقافي المزيد من التوسع ولا سيما مع انطلاق مهرجان طيران الإمارات للآداب، هو تظاهرة ثقافية سنوية تحتفي بالكتب والقراءة في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة، وتأسست مؤسسة الإمارات للآداب، مؤسسة غير ربحية تعمل على نشر ودعم الأدب والقراءة.
مها قرقاش
مسيرة طويلة تمتد لعشرين عاماً من تقديم البرامج الإذاعية والتليفزيونية، مروراً بإخراج الأفلام الوثائقية ووصولاً إلى الكتابة. تكتب مها قرقاش باللغتين العربية والإنجليزية، وصدر لها رواية، في عام 2009، باللغة الإنجليزية بعنوان "سمكة الرمل"، عن دار "هاربر كولينز" وتلاها رواية "أنا الأُخرى" في عام 2016. تُعد مها واحدة من المؤلفين العرب النادرين ذوي الكتب المنشورة والموزعة على مستوى العالم عوضاً عن ترجمة كتبها ونقلها إلى جمهور عالمي.
عفراء عتيق:
شاعرة وعضو مؤسس لمركز "فصول بلا عنوان"، المركز الذي يعمل على رفد مواهب الكاتبات الإماراتيات من خلال
توفير مساحة لمشاركة قصصهن وتحقيق طموحاتهن في مجال الأدب. تُعد عفراء شاعرة الأداء الإماراتية الوحيدة
التي قدمت عروضها في مقاهي ونوادي بمدينة نيويورك في الولايات المتحدة، مثل مقهى "الشاعر النيويوركي"
(نيويوركان بويتس)، ونادي باوري للشعر. حازت عفراء على لقب "PoetsNY" للشعر.
ياسر حارب:
كاتب وإعلامي ومقدم برامج تليفزيونية. صدر له عدد من الروايات البارزة مثل رواية "نحو فكر جديد" (2006)، ورواية
"بيكاسو وستاربكس" (2011)، ورواية "العبيد الجدد" (2013). الجدير بالذكر أن الكاتب العالمي صاحب الكتب الأكثر مبيعاً على مستوى العالم، باولو كويلو، كتب مقدمة لرواية "اخلع حذاءك" للكاتب ياسر حارب (2015) ويعمل كلاهما حالياً على كتابة كتاب مشترك.
عائشة الكعبي:
لا تقتصر موهبة عائشة على الشعر والكتابة فحسب، بل تشمل الفن والترجمة. حازت الكعبي على جائزة المرأة
في الآداب والفنون في عام 2011 عن روايتها "لا عزاء لقطط البيوت". وافتتحت دار اقرأني للنشر والتوزيع.
الألفينيات (2010)
مهرجان طيران الإمارات للآداب: احتفال حيوي بالمواهب الإماراتية
سلطان العميمي
على الرغم من تركيز العميمي على الشعر العربي وتحديداً البحث عن اللهجات المحلية وتوثيقها إذ كتب 20 كتاباً عن الشعر والشعراء الإماراتيين وقدم برنامج تليفزيوني، شاعر المليون، والذي يركز على المواهب الشعرية إلا أن لروايته "غرفة واحدة لا تكفي" الفضل في
إذاعة صيته حيث تم ترشيحها للجائزة العالمية للرواية العربية وكانت أول رواية عربية تُرشح للجائزة وفيما بعد تُرجمت الرواية إلى الفرنسية والإسبانية، والبرتغالية، والهندية، والروسية. كما تم تحويل روايته "ص.ب:1003" إلى برنامج تليفزيوني في عام 2019. كتب سلطان ثلاث مجموعات قصصية أخرى ويكتب عموداً أسبوعياً في جريدة "الإمارات اليوم".
نورا النومان:
تُعد أول مؤلفة إماراتية تكتب في أدب الخيال العلمي. صدر لها كتاب "أجوان" في عام 2010 وتبعتها سلسلة من الروايات بعنوان "أجوان" ورواية "ماندان" في 2014.
سعادة عمر سيف غباش:
ألف عمر سيف غباش كتاب "رسائل إلى شاب مسلم". يرعى السفير غباش جائزة سيف غباش - بانيبال لترجمة الأدب العربي-، وقد
أسس الجائزة العالمية للرواية العربية بالتعاون مع جائزة مان بوكر في لندن. الجدير بالذكر أن عمر غباش يعمل حالياً على كتابه
الثاني والمقرر إصداره قريباً.
دبي أبو الهول:
أصبحت دبي أبو الهول، في 2010، أول كاتبة إماراتية تكتب في أدب الفانتازيا إذ صدرت حينها روايتها الأولى، غالاغوليا، باللغة الإنجليزية. صدر لها منذ ذلك الحين سلسة من كتب الأطفال تهتم بالفولكلور الإماراتي وتهدف إلى تعريف الأجيال الشابة على شخصيات الحكايات الشعبية الإماراتية.
الألفينيات (2020)
لا تزال الساحة الأدبية العالمية تشهد توافد الكثير من الأصوات العربية وذلك بفضل مبادرات "كاتب مكتوب"، وجائزة "Emirates LitFest" للكتابة
و"الفصل الأول: زمالة الإمارات للآداب وصٍدِّيقي للكتّاب" وتعمل جميع تلك المبادرات في إطار العثور على الكتّاب الواعدين في المنطقة
ورفد مواهبهم الأدبية على مدى الأعوام المقبلة.
ميثاء الخياط
كاتبة وفنانة غزيرة الإنتاج. صدر لها 17 كتاباً للفئة العمرية، 10 سنوات فأقل، من ضمنها: "طريقتي الخاصة"، "أطفئ الأنوار" والمزيد.
كتبت ميثاء للعديد من البرامج التليفزيونية للأطفال، بما في ذلك النسخة العربية من مسلسل "شارع سمسم" والرسوم المتحركة
الإماراتية، "حمدون".
صالحة عبيد:
روائية وكاتبة حائزة على العديد من الجوائز. يعود لها الفضل في تأسيس مشروع "مجتمع" الثقافي. تُرجمت مجموعتها القصصية بعنوان "زهايمر" إلى الألمانية في عام 2010 بينما حازت على جائزة العويس للإبداع في عام 2015 عن كتابها "خصلة بيضاء بشكل ضمني". تكتب صالحة عبيد عمود في صحيفة "الرؤية" الصادرة باللغة العربية.
زايد المرزوقي:
كاتب إماراتي صدر له العديد من الروايات أبرزها، "السطر الأخير"، "شرارة الماضي" (2018)، غيهب الحياة ـ(2019) وأخرهم "نهج كفيف".