مؤسسة الإمارات للآداب

لماذا نقرأ؟ الكتب تجيب..

مع تكدّس الآلاف من الكتب في المكتبات حول العالم، وتوافر المليارات من الكتب الرقمية على شبكة الإنترنت، وعدد الكلمات الذي لا يحصى مما كتبه البشر ومازالوا يكتبونه حتى 

الآن، أضف إلى ذلك تطور الوسائل المرئية والمسموعة للحصول على المعلومات. لماذا نستمر بالقراءة؟ 


تختلف الإجابة على هذا السؤال من قارئ لآخر وتستعصي على من يؤمنون بأن القراءة جزء أساسي من روتين حياتهم اليومي حيث تحتل القراءة مكانة عالية تتساوى مع الاحتياجات الحياتية الأساسية، إذ إنه من غير الممكن أن نجيب على سؤال مثل: لماذا نأكل أو لماذا نتنفس؟ 


وفي حين أن الإجابات قد تتخذ أشكالاً متعددة، معتمدة على نوع القراءة والعادات المختلفة للقراءة وعلى شخصية واهتمامات القارئ بشكل أخص، إلا أن الإجابات قد تتشابه في 

محورها أو أساسها إلى حدٍ كبير، فيؤمن معظم القراء بأن القراءة هي الرحلة الأعظم في عوالم المعرفة، الفكر والخيال. 


فيما يلي، جمعنا لكم الإجابات المختلفة من المصدر الرئيسي ألا وهي الكتب:


اكتساب المعرفة: 


"يا الله امنحني المعرفة؛ لأنني لا أستطيع أن أقاوم الرغبة في المعرفة". 


• من كتاب "لقيطة إسطنبول" للكاتبة أليف شافاك. 


تُعد الكتب كنوز معلوماتية والتي من الممكن الوصول إليها بكل سهولة. ولا تكتفي الكتب بتوفير المعلومات فحسب بل يضفي سحرها الأدبي واللغوي على المعلومات عمقاً تجعل عملية اكتساب المعرفة عملية مُمتعة ومميزة. 

تحفيز الخيال وشرارة الإبداع: 


"الخيال.. هو ليل الحياة الجميل، هو حصننا وملاذنا من قسوة النهار الطويل إن عالم الواقع لا يكفي وحده لحياة 

البشر، إنه أضيق من أن يتسع لحياة إنسانية كاملة" 


• من كتاب "عصفور من الشرق" للكاتب توفيق الحكيم 



إننا، من خلال قراءة الكتب، نسافر في عوالم مختلفة، نلتقي ونتعرف على شخصيات مختلفة ونخوض معهم تجارب حياتهم وكل 

ذلك يحدث بداخل عقولنا. مما يعمل على تحفيز خيالنا إلى حد كبير وخلق فرص للإبداع والابتكار. 

أسهل وسيلة للسفر: 


"مختبئة بين أعمدة الكتب وأقرأ، تحرسني أرواح الشعراء والفلاسفة، أصنع صداقات مع أبطال الروايات، وأعيش 

حيوات مفارقة." 


من كتاب "كبرتُ ونسيت أن أنسى" للكاتبة بثينة العيسى 



وحدها الكتب تتيح لنا الفرصة للسفر إلى بلدان وأماكن أخرى، التعرف على ثقافات وأشخاص آخرين، العودة بالزمن إلى الأحداث التاريخية وخوض تفاصيلها، أو السفر إلى المستقبل وتخيل حياتنا اليومية وما نعايشه من قضايا في عالم سيأتي، كل هذا ونحن قابعون في أماكننا. 

القدرة على فهم الغير والتعاطف معهم:


"شخصيات الكتب ليست وحدها التي تبدو حية للقارئ الولوع، بل إن الكتب بحد ذاتها تبدو للمتعلقين بها كائنات حية يستمدُّون 

منها الحياة، بالقدر الذي يمدونها فيه بالحياة." 


من كتاب "أدبيات أحمد مطر غير الشعرية" 


عندما نقرأ الكتب فإننا نصبح جزءً من القصة ونخوض مع الشخصيات مجريات حياتهم ونشعر بما يشعرون، ذلك يجعلنا أكثر وعياً بكيفية تأثير 

الأشياء المختلفة علينا وعلى الآخرين ويُحّسن قدرتنا على التواصل مع غيرنا من الناس. المزيد من القراءة، تعني المزيد من التفاهم والتواصل 

وهو ما يخلق عالماّ أفضل! 

دافع للتطور والتقدم: 


"قد لا تغيّر الكتب من آلامنا، قد لا تصوننا الكتب من الشرور، قد لا تقول لنا الكتب ما هو الخيّر أو ما هو الجميل، كما أنها 

بالتأكيد لن تقينا من المصير المشترك الذي يُدعى القبر، لكن الكتب تعطي آلاف الاحتمالات: احتمال التغيير، احتمال التنوير". 


- من كتاب "المكتبة في الليل" للكاتب ألبرتو مانغويل 



الحياة مليئة بالتحديات والصعاب ولكن قراءة الكتب المُلهمة عن تجارب الغير يمكن أن تعطينا الحافز لتغيير حياتنا بل ومن 

الممكن أيضاً أن تكون بمثابة مجموعة من النصائح التي قد تساعدنا في تحقيق أهدافنا الشخصية. 

إن لكل قارئ سبب أو آخر للقراءة لكن حب القراءة واستمتاعنا بها يفوق كل شيء. شاركونا كيف ساهمت القراءة في تغيير حياتكم للأفضل.