مؤسسة الإمارات للآداب

أخضر دوت كوم: عن القراءة والقراء

{اقرأ باسم ربك الذي خلق} هي أول آية نزلت في كتاب الله، لتكون بوصلة لنا في الحياة، ولتحثنا على طلب العلم. 



القراءة هي بوابتنا لعالمٍ بهيّ عامرٍ بالكنوز، هي رحلةٌ حرة في مختلف الأمكنة والأزمنة، هي طريقٌ لفهم أنفسنا وفهم الآخرين، ولاستكشاف العالم من حولنا، وإن كان يُظن في 

عصرنا أن الإنترنت وغيره بما يقدمه من وسائل ممتعة وجذابة تفوق على الكتاب، فإنه عادةً ما يقدم المعلومات بشكل سطحي، كقشور تبني معرفة أفقية وثقافة عامة، ويظل 

الكتاب هو المصدر الأساسي للمعرفة والعلم، إذ يحثنا على التعلم العميق والفعّال ويقودنا إلى بناء معرفة قوية راسخة، ولا ننسى كذلك أنَّ الكتب أصدقاء رائعون، وإذا صادقهم 

المرء جمعوه بأصدقاء أجمل يرافقونه ويعينونه في دروب العلم والمعرفة. 


ولكن لا يذوق كل ذلك إلا من ثابر وصبر على الصعوبات في بداية الطريق ليبني عادة القراءة، ومن أحسن اختيار ما يقرأ، والمسئولية مشتركة بين الفرد ومجتمع القراء يضمونه إليهم. 


أما الفرد فعليه أن يبني عادة القراء لتكون جزءًا لا يتجزأ من حياته، ودافعه في ذلك أن القراءة هي ملِكة المهارات وأولى مصادر العلم وأهمها، وهي عادة مركزية يُساعد اكتسابها على اكتساب مزيد من العادات النافعة، ويتذكر في طريقه أن الاستمرارية أهم من النتائج، فيضع أهدافًا بسيطة خطوةً بخطوة، ويكافئ نفسه حين ينجزها لتحفزه المكافآت وتحمسه، ويربط العادة الجديدة بأخرى قديمة ليسهُل الأمر عليه، ويحافظ على روتين ثابت، ويُحسن تنظيم وقته، ويتتبع التزامه أولًا بأول. 


كما أن على القارئ أن يُحسن اختيار الكتب التي تُشكل بناءه المعرفي وتعزز قيمه ومبادئه، وكذلك يُراعي في بداية الطريق أن الملل أو الصعوبة ربما يحبطانه، فيبدأ بالقراءة في المجالات التي يحب ثم ينطلق إلى مجالات متنوعة، ويضع في الاعتبار مُستواه في الموضوع الذي يقرأ فيه فلا يُصعِّب على نفسه، ويحرص على رُقي اللغة والفكر ليُحقق الفائدة المرجوة، ويتخذ كذلك صحبة قارئة تشجعه وتعينه، وينبغي أن تكون القراءة إبداعية ناقدة، تمكننا من تحصيل المعرفة واستثمارها لتُثمر تغييرًا ملموسًا في واقعنا. 


وأما مجتمع القراء فعليه أن ينشر الوعي ويحث الناس على الإنضمام إليه بشتى الطرق، وأن ييسر الطريق لمن يخطو في أوله، ولمن يتعثر أو يفتر، ويمد يد العون لكل من صدقت عزيمته، ووسائل ذلك كثيرة، منها: 


- إقامة نوادي القراءة سواء كانت افتراضية أو واقعية تجمع متشابهي الاهتمامات فتضمن استمراريتهم وتعزز استفادتهم مما يقرأون.

- بناء المكتبات ومتاجر الكتب الواقعية والافتراضية كذلك، وإقامة المعارض، 

- تسجيل الكتب صوتيًا! 


وغيرها من الوسائل التي نيسر بها وصول القراء على اختلاف ظروفهم إلى الكتب بصور مناسبة. 


وفي مشروعنا مشروع "أخضر" مثالٌ آخر مختلف، إذ يُقدم ملخصاتٍ لمئات الكتب في مختلف المجالات بصور مختلفة، مقروءة ومرئية ومسموعة مدتها بين عشر دقائق وخمس عشرة دقيقة فقط، وفي ذلك جذبٌ لعالم الكتب، ونفع للقراء والمُقبلين على القراءة، بنشر المعرفة وإيصالها لمن لا يجد وقتًا كافيًا لقراءة كل ما يريد، وبالمساعدة في اختيار الكتاب 

المناسب بناء على معرفة موضوعه وأفكاره. 


وهنالك أيضًا المسابقات والمنافسات على المستويات المختلفة، وهي ذات تأثير ساحر على الأطفال والشباب، وكلما اتسعت رقعتها وكبرت جوائزها كان تأثيرها أكبر، إذ تدفعهم للتركيز والعمل الجاد، وتمنحهم متعةً وفوزًا كبيرًا بالمعرفة وبتكوين الصداقات الطيبة. 


المجتمع القارئ -الذي يُحسن القراءة- يجلو ظلمات الجهل بنور العلم، ويرقىٰ بين الأمم، ينفتح على الحضارات الأخرى، لكن لا يأخذ منها إلا ما ينفعه،ولا يتصنع ما ليس فيه، يعتز بماضيه، ويفهم حاضره، ويبني مستقبله على أسس قوية، ويواجه مشكلاته بسلاح العلم.  

هل تشجعتم لتبني عادة القراءة لكن لا تعرفون من أين تبدأون؟ لا بأس! يمكنكم التعرف على العديد من الكتب من خلال مدونة "نادي كتب بلا حدود" الصوتية! 

لمتابعة المستجدات عن الكتب، المؤلفين وحتى الفعاليات، تابعونا على تويتر وإنستاجرام

مؤسسة أخضر: 


هو محاولة لإضافة الروح للمعلومات الجامدة - دمج التكنولوجيا والثقافة لتحقيق فائدة القراءة ومتعة المشاهدة في الوقت 

ذاته بدأ أخضر كـقناة على اليوتيوب تعمل على تلخيص الكتب حتى وصل الأن لمؤسسة هدفها الأول والأخير هو خدمة المعرفة

وكل ما يتعلق بها بكل الوسائل والطرق المتاحة.